• qsmk@soyqirim.az
  • (023)336-37-07
الخاري بُلبُل – رمز قره‌باغ

إن الطبيعة الأذربيجانية وثقافتها لا ينفصلان عن بعضهما. فكما تركت جبالنا و أنهارنا وغاباتنا أثرًا في ذاكرة شعبنا، كذلك أزهارنا. أما زهرة الخَري بُلبُل التي تنمو في جبال قره‌باغ، فهي ليست مجرد زهرة، بل تمثّل تراث شعبنا الثقافي، و رمز الحب و الحنين إلى الوطن. لقد كانت هذه الزهرة النادرة عبر القرون رمزًا لمدينة شوشا و لقره‌باغ، و احتلت مكانة مميزة في الشعر و الموسيقى و في وجدان الناس. فقد خُلّدت في الأغاني الشعبية الأذربيجانية و في قصائد الشعراء كرمز للحنين و الجمال.
تنمو زهرة الخاري بُلبُل في المناطق الجبلية من قره‌باغ، و هي زهرة نادرة جدًا. وتتميز بتلاتها بشكل يوحي وكأن طائرًا يفتح جناحيه ليمنح قُبلة. و لهذا السبب، عُدّت في المخيلة الشعبية رمزًا للحب والوفاء.
تحيط بالزهرة العديد من الأساطير الشعبية. ففي إحدى الروايات، وُلدت هذه الزهرة من حب طاهر جمع بين أمير وفتاة فقيرة. و حين فُرض الفراق على العاشقين، انهمرت دموع الفتى على أرض قره‌باغ، و في ذلك المكان نبتت زهرة الخَري بُلبُل. لذلك غدت رمزًا للحب النقي و حب الوطن.
و خلال سنوات الاحتلال الطويلة لأراضي قره‌باغ، لم يكن أبناء شعبنا يرون الخَري بُلبُل إلا في الصور و الذاكرة، إذ باتت ترمز إلى الحنين للأرض المفقودة. لكن في عام 2020 تحررت قره‌باغ، و أزهرت الخاري بُلبُل من جديد في موطنها. و اليوم، تعيش هذه الزهرة في تاريخنا كرمز للحب و الوفاء و الحنين للوطن، و كرمز للحرية و النهضة.
أما مهرجان الخَري بُلبُل الموسيقي الذي يُقام في شوشا اليوم، فيجسّد أمام العالم أجمع حرية قره‌باغ و عودة الحياة إلى هذه الزهرة. و هكذا، تبقى الخَري بُلبُل مع قره‌باغ تجسيدًا لحرّيتنا و كرامتنا و تراثنا الوطني.

Paylaş

Spread the love