في أواخر حرب قره باغ الأولى، شنت القوات الأرمنية في 27 مارس 1993 عملية هجومية على منطقة كلبجار ذات الأهمية الاستراتيجية، و التي تقع بين أرمينيا و قره باغ. و خلال هذه العملية، ارتكبت القوات الأرمنية العديد من جرائم الحرب، مستغلة قلة عدد القوات الأذربيجانية المدافعة عن كلبجار، بالإضافة إلى إصابة الجنود و نقص المعدات العسكرية، مما أدى إلى فشل العمليات الدفاعية في ظل الشتاء القارس و الصقيع الشديد في أبريل 1993.
شن الأرمن هجومًا من أربعة اتجاهات، بما في ذلك عبر ممر لاتشين الذي كان قد تم الاستيلاء عليه مسبقًا، و تمكنوا من فرض سيطرتهم على المنطقة. في 29 مارس، أغلقت المجموعات المسلحة الأرمنية طرق الإمداد للمقاتلين المدافعين عن كلبجار و استولت على عدة مواقع استراتيجية، بما في ذلك أعلى القمم في المنطقة.
و في الليلة الفاصلة بين 1 و 2 أبريل، اضطر آلاف المدنيين إلى مغادرة منازلهم عبر الممرات الجبلية رغم الظروف الجوية القاسية. و قد أدت الفظائع التي ارتكبها الأرمن في كلبجار إلى عمليات تهجير قسرية، و قتل المدنيين، و أخذ العديد من السكان كرهائن، مما شكل سلسلة من جرائم الحرب. و في 3 أبريل، فرضت القوات الأرمنية سيطرتها الكاملة على مدينة كلبجار و جميع مناطقها.
أثار سقوط كلبجار ردود فعل دولية حادة، حيث تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 30 أبريل 1993 القرار رقم 822، الذي طالب بالانسحاب الفوري للقوات الأرمينية من الأراضي المحتلة. و مع ذلك، استمر احتلال منطقة كلبجار حتى نوفمبر 2020، عندما استعادت أذربيجان السيطرة عليها في أعقاب الحرب الثانية في قره باغ.
و تُعد معركة كلبجار واحدة من أبرز محطات حرب قره باغ الأولى، و كان لها تأثير كبير على مسار النزاع. و قد أصبحت هذه الصفحة المأساوية من التاريخ رمزًا للمعاناة التي تعرضت لها أذربيجان، تاركة أثرًا عميقًا في ذاكرة آلاف الأشخاص.