"متحف اللوفر"

يُعد متحف اللوفر واحدًا من أشهر و أكبر متاحف الفنون في العالم، و يقع في قلب العاصمة الفرنسية باريس على الضفة اليمنى لنهر السينا. أُنشئ اللوفر في البداية عام 1190م كقلعة على يد الملك الفرنسي فيليب الثاني، و كان الهدف من بنائه حماية المدينة من الهجمات القادمة من الشمال. لاحقًا، و بعد انتقال الملك لويس الرابع عشر إلى قصر فرساي، بدأ استخدام المبنى بشكل أساسي لحفظ مجموعات الفن الملكية.
افتُتح المتحف رسميًا عام 1793، و ذلك عقب الثورة البرجوازية الفرنسية، التي أطاحت بالملك لويس السادس عشر من سلالة بوربون و أُعدم. و تقرر آنذاك تحويل أحد القصور الملكية الفخمة في باريس إلى متحف. بُني قصر اللوفر في القرن الثاني عشر، و استُخدم في بعض الفترات كقلعة و سجن. منذ القرنين الخامس عشر و السادس عشر، أصبح مقرًا لحفظ المجموعات الفنية النادرة التابعة للملوك الفرنسيين.
فُتح المتحف لعامة الناس، و أصبح من أبرز المراكز التي تُعرض فيها أهم الأعمال الفنية العالمية. يضم متحف اللوفر رسميًا أكثر من 35,000 عمل فني. من بين أجزاء القصر اللافتة، تبرز قاعة الكارياتيد و معرض أبولو. تُعد قاعة الكارياتيد (التي تعود للقرن السادس عشر) أقدم قاعات اللوفر، و هي متصلة بجناح ليسكو في القصر. و تُجسّد التماثيل النسائية الرائعة في هذه القاعة تطور فن النحت، إذ تُعبّر بمهارة عن سحر وجمال المرأة.
تتميّز اللوحات المعروضة في المتحف بتنوّعها وفقًا لفترات رسمها. و يحتوي على مجموعات قيّمة من مقتنيات الملوك الشخصية، بالإضافة إلى عدد كبير من الأعمال التي اشتراها جامعو التحف في فرنسا على نفقتهم الخاصة. كما أُضيفت إلى المتحف العديد من التماثيل و التحف التي تعود إلى عصر النهضة.
أما معرض أبولو، فيُجسّد الحياة الملكية في القرن السابع عشر. و قد أُعيد ترميمه بعد حريق وقع عام 1661 على يد المهندس لوفو، في حين تولّى تنظيم الزخارف الداخلية الرسّام الرسمي للقصر و الفنان الشهير في عصره شارل لو برون.
يضم متحف اللوفر اليوم أكثر من 250,000 قطعة فنية. و هو المتحف الوحيد بين أشهر متاحف العالم الذي يُقدّم معلومات شاملة و غنية حول تطوّر الفنون في كل من أوروبا الغربية و الشرق. يتكون المتحف من ستة أقسام رئيسية.
و من أبرز عناصره المعمارية الشهيرة الهرم الزجاجي، الذي صمّمه المهندس المعماري الصيني-الأمريكي يوه مينغ بي عام 1989، و يُستخدم كمدخل رئيسي للمتحف. و لا يزال متحف اللوفر حتى اليوم أحد أعظم مراكز الثقافة الإنسانية في العالم.
Paylaş