• office@soyqirim.az
  • (023)335-37-07
كنيسة العائلة المقدسة (ساغرادا فاميليا)

تُعد كنيسة “ساغرادا فاميليا” أو العائلة المقدسة واحدة من أشهر المعالم المعمارية في مدينة برشلونة، و تحظى بمكانة متميزة في تاريخ العمارة الإسبانية، بل و في العمارة العالمية بأسرها. تعود روعة هذا المبنى غير العادي و المذهل إلى المهندس المعماري الكتالوني الشهير أنتوني غاودي، الذي اعتبر “ساغرادا فاميليا” المشروع الأعظم و الأكثر روحانية في حياته، وقد كرّس آخر 15 عامًا من عمره بالكامل لهذا العمل.
بدأت أعمال بناء الكنيسة في عام 1882، لكنها لم تُستكمل حتى يومنا هذا. و بعد وفاة غاودي، استمر العمل على بنائها استنادًا إلى الرسومات الأصلية التي وضعها بنفسه. و من اللافت للنظر أن تمويل أعمال البناء لا يزال حتى اليوم يتم عبر التبرعات و المساهمات الخيرية. و الهدف الأساسي هو الانتهاء من تشييد الكنيسة بحلول عام 2026، تزامنًا مع الذكرى المئوية لوفاة غاودي.
من الناحية المعمارية، تُعد ساغرادا فاميليا تحفة فنية فريدة من نوعها. فقد استلهم غاودي تصميمه من عناصر الطبيعة، و دمج بين النحت و الرياضيات و الرموز الدينية في تناغم مبدع. تحتوي الكنيسة على ثلاث واجهات رئيسية: واجهة الميلاد، وواجهة الآلام، و واجهة المجد، وكل واحدة منها تُجسّد مرحلة من مراحل حياة السيد المسيح. كما يُخطط لتشييد 18 برجًا: 12 منها ترمز إلى الحواريين، و 4 للإنجيليين، و برج واحد للعذراء مريم، أما أعلى برج فيرمز إلى السيد المسيح.
الديكور الداخلي للكنيسة لا يقل إبهارًا عن شكلها الخارجي. فقد صمّم غاودي الأعمدة الداخلية على شكل جذوع أشجار، مما يجعل الزائر يشعر و كأنه في غابة طبيعية. و تدخل أشعة الشمس عبر النوافذ الزجاجية الملونة لتخلق جوًا روحانيًا ينبض بالألوان و الضوء.
في عام 2010، منح البابا بندكتوس السادس عشر كنيسة ساغرادا فاميليا صفة “بازيليكا” و أعلنها مكانًا مقدسًا للعبادة. و منذ عام 2005، أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي.
ليست ساغرادا فاميليا مجرد رمز ديني أو عمل فني رائع، بل هي دليل حيّ على ما يمكن للروح البشرية أن تُنجزه من عظمة و إبداع. إنها اليوم تُعدّ رمزًا لمدينة برشلونة، و تستقطب ملايين الزوّار سنويًا من مختلف أنحاء العالم.

Paylaş

Spread the love