"نُصْب رونين 47"

يقع نصب الـ47 رونين التذكاري داخل معبد سينغاكوجي في مدينة طوكيو، اليابان، و قد شُيّد تخليدًا لبطولة الحاكم أسانو و 47 من الساموراي الذين أُطلق عليهم لاحقًا اسم “رونين” بعد فقدانهم لسيدهم. تُعدّ قصة الـ47 رونين واحدة من أشهر أساطير الساموراي في تاريخ اليابان، و هي تجسيد حيّ لأسمى قيم “البوشيدو” – أي مدونة شرف الساموراي – و قد وقعت هذه الحادثة في أوائل القرن التاسع عشر.
تبدأ القصة حين تعرّض الحاكم الإقطاعي أسانو ناغانوري للإهانة من قِبل المسؤول في البلاط كيرا يوشيناكا، الذي كان يسعى للاستيلاء على سلطته. لم يحتمل أسانو هذا الإذلال، فهاجم كيرا بسيفه و جرحه، لكن بسبب مخالفته لقوانين القصر، حُكم على أسانو بالإعدام، مما مكّن كيرا من تحقيق هدفه و تولي الحكم مكانه.
عندها، قرر الساموراي المخلصون لأسانو – الذين أصبحوا يُعرفون بالرونين – الانتقام لسيدهم. و كانوا على علمٍ تام بأنهم، سواء انتصروا أو هُزموا، سيواجهون حكم الإعدام بموجب القوانين القائمة آنذاك.
و في ديسمبر من عام 1702، نجح الرونين في تنفيذ خطتهم المحكمة، فقتلوا كيرا واستعادوا العدالة لسيّدهم. و رغم أن القانون كان يستوجب إعدامهم، فقد اعترفت الحكومة بإخلاصهم لسيدهم و منحتهم شرف الموت بطريقة الساموراي: السبّوكو (الانتحار الطقسي المشرّف). و قد أُعفي أحدهم من هذا المصير، بينما أقدم الـ46 الآخرون على الانتحار.
يمثل هذا النصب في وجدان الشعب الياباني رمزًا للولاء، و الشرف، و التضحية. و يُقام في الرابع عشر من ديسمبر من كل عام – و هو اليوم الذي نُفّذ فيه الانتقام – حفل تأبيني في معبد سينغاكوجي، يشارك فيه آلاف الأشخاص للتعبير عن احترامهم و تقديرهم لهذه الذكرى الخالدة.
يُعدّ نصب الـ47 رونين شاهدًا على حادثة تركت بصمة عميقة في التاريخ. إنه رمز مهم يُبرز أهمية مدونة الساموراي في الشرف و الوفاء. و حتى يومنا هذا، لا تزال ملحمة الـ47 رونين تلهم الناس، لما فيها من دروس سامية في الشجاعة و الإخلاص.
Paylaş