"يوم المعالم الأثرية العالمي"

يُعد يوم المعالم الأثرية العالمي مناسبة مخصصة للحفاظ على التراث الثقافي و التاريخي. يذكّرنا هذا اليوم بأهمية المعالم التي تحمل بصمات الماضي و الموروث الثقافي للإنسانية. فكل معلم أثري ليس مجرد تذكار من الماضي فحسب، بل هو أيضًا كنز يحمل في طياته معلومات ثمينة يجب نقلها إلى الأجيال القادمة. إن إحياء هذا اليوم يساهم في ترسيخ الوعي لدى كل فرد بمسؤوليته في حماية هذا الإرث و نقله إلى المستقبل. فهذه المعالم تجسد أساليب الحياة القديمة، و نُظم المعتقدات، و الفنون و الثقافات التي عاشت عبر العصور.
و من بين المعالم التي تحتفظ ببصمات التاريخ، تبرز مدينة ماتشو بيتشو الواقعة في بيرو كموقع أثري فريد من نوعه. تُعرف ماتشو بيتشو باسم “المدينة المفقودة لشعب الإنكا”، و تقع في منطقة جبلية على ارتفاع 2430 مترًا فوق سطح البحر. تم تشييد هذه المدينة في خمسينيات القرن الخامس عشر على يد الحاكم باتشاكوتيك، بعيدًا عن مركز إمبراطورية الإنكا، باعتبارها مكانًا مقدسًا.
ظلت المدينة طيّ الكتمان لفترة طويلة قبل أن يتم اكتشافها عام 1911 على يد هيرام بينغهام، بعد مرور حوالي 400 عام من غزو الإسبان لإمبراطورية الإنكا عام 1532.
ماتشو بيتشو هي مجمع أثري يضم أكثر من 200 مكوّن، تشمل المعابد، و المساكن، و المخازن. وكان يقطنها حوالي 1200 شخص يعملون في الزراعة و يعبدون إله الشمس “إنتي”. شُيدت المدينة وسط الجبال باستخدام تقنيات متقدمة في نحت الأحجار، حيث تم تنسيق الحجارة بدقة و ربطها ببعضها عبر سلالم متقنة. و يُعد ذلك دليلاً على تطور تكنولوجيا البناء و العمارة لدى شعب الإنكا.
تحتوي المدينة أيضًا على العديد من المعالم ذات الأهمية الدينية و الثقافية، و من أبرزها معبد الشمس و معبد “النوافذ الثلاث”، المكرّس للطقوس الروحية. كما تحيط بالمدينة قلاع حجرية مشيدة بعناية و مبانٍ مزودة بنوافذ، تُظهر براعة شعب الإنكا في العمارة و التخطيط العمراني.
و قد أدرجت منظمة اليونسكو ماتشو بيتشو في قائمة التراث العالمي عام 1983، ليس فقط باعتبارها موقعًا أثريًا و معماريًا، بل أيضًا كرمز هام لحضارة الإنكا و تاريخها و معتقداتها.
إلى جانب قيمتها التاريخية و الثقافية، تشتهر ماتشو بيتشو بجمالها الطبيعي الخلّاب و مناظرها البانورامية المذهلة. و في عام 2007، أُدرجت ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة، و أصبحت اليوم من أهم الوجهات السياحية على مستوى العالم.

كاتدرائية كولونيا

توجد في العالم العديد من الكنائس الرائعة التي تبرز من حيث الأسلوب المعماري و الأهمية التاريخية، و تُعد كاتدرائية كولونيا من أبرز هذه المعالم الدينية. فهي ليست مجرد مركز ديني، بل تُعتبر أيضًا إرثًا تاريخيًا و معماريًا هامًا، كما أنها من أروع النماذج المتبقية لفن العمارة القوطية.

كاتدرائية كولونيا (كولنير دوم) هي معلم تاريخي يقع في مدينة كولونيا الألمانية، و تُعد واحدة من أعظم الكنائس في العالم. بدأ بناؤها في عام 1248، و استمر على فترات متقطعة حتى اكتمل بعد 632 عامًا في عام 1880. بارتفاعها البالغ 157 مترًا، كانت لفترة طويلة أطول مبنى في العالم، و استمرت تحتفظ بهذا الرقم القياسي حتى تم بناء نصب و اشنطن في عام 1884.

تتميّز الكاتدرائية بطرازها القوطي الفريد، و الذي يتجلى في الزخارف الحجرية الدقيقة، و النوافذ الزجاجية الملوّنة، و الأقواس الضخمة، و البرجين الشاهقين. و تعد نوافذ الزجاج المعشق من أكثر العناصر إثارة للإعجاب – إذ إن بعض النوافذ تحتوي على زجاج يعود للقرن الثالث عشر، بينما أضيفت في عام 2007 نوافذ جديدة من تصميم الفنان الألماني الشهير غيرهارد ريختر، و هي عبارة عن فسيفساء مكوّنة من حوالي 11,000 قطعة زجاجية ملونة صغيرة، تُضفي على داخل الكاتدرائية تأثيرًا بصريًا فريدًا.

تُعتبر كاتدرائية كولونيا ليس فقط معجزة معمارية، بل أيضًا موقعًا دينيًا بالغ الأهمية. و من أبرز المقتنيات الدينية المحفوظة فيها تابوت المجوس الثلاثة، و هو ضريح مغطى بالذهب يُعتقد أنه يحتوي على رفات الحكماء الثلاثة الذين شهدوا ميلاد المسيح. و يُعد هذا التابوت من أهم الرموز المسيحية في العالم، و يجذب سنويًا آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.

رغم القصف الشديد الذي تعرضت له مدينة كولونيا خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الكاتدرائية نجت من الدمار الشامل بأعجوبة، و ظلّت شامخة في وسط المدينة المدمّرة، مما زاد من رمزيتها و قيمتها التاريخية.

تحتوي الكاتدرائية أيضًا على أحد أكبر الأجراس الكنسية في العالم، و هو جرس “بيتر” الذي يزن 24 طنًا و يُعد من أثقل الأجراس المتأرجحة في العالم. كما توجد تحت المبنى أنفاق و ممرات سرّية بُنيت في عصور تاريخية مختلفة، و يعتقد بعض الباحثين أن العديد من هذه الممرات لم يتم اكتشافها أو دراستها بعد.

بسبب نوعية الأحجار المستخدمة في بنائها، تتعرض و اجهات الكاتدرائية لتغير في اللون مع الزمن، فتأخذ مظهرًا قاتمًا يزيد من طابعها الغامض و التاريخي. و من اللافت أن بعض الخبراء يرون أن الكاتدرائية لم تُستكمل أبدًا فعليًا، لأنها تحتاج باستمرار إلى أعمال ترميم وصيانة.

للوصول إلى أبراج الكاتدرائية، يجب صعود 533 درجة، و لكن المنظر البانورامي الخلّاب الذي يكشف مدينة كولونيا من الأعلى يستحق هذا الجهد. و يزور الكاتدرائية ملايين السياح سنويًا، ليستمتعوا بأجوائها المهيبة و يشهدوا عظمة هذا المعلم التاريخي و الديني الفريد.

"سور الصين العظيم "

يُعد سور الصين العظيم واحدًا من أهم المعالم المعمارية القديمة في العالم، و يقع في شمال البلاد. بُني هذا المعلم كسلسلة من التحصينات الدفاعية بهدف الحماية من هجمات القبائل البدوية المحاربة، و أيضًا لتحديد حدود الدولة. و في العصر الحديث، أصبح السور نفسه أثرًا تاريخيًا محميًا من قبل الدولة، كما يُعد إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة.
بدأ بناء سور الصين العظيم في القرن الثالث قبل الميلاد، و استمر تقريبًا لمدة ألفي عام حتى عام 1644م. في البداية، قامت الممالك الصغيرة المتفرقة ببناء جدران دفاعية على طول حدودها. و لكن خلال الفترة ما بين عامي 230 و 221 قبل الميلاد، و بعد أن قام الإمبراطور تشين شي هواندي بتوحيد هذه الممالك و إنشاء إمبراطورية واحدة، أمر ببناء سور على طول الحدود الشمالية للدولة الجديدة. شارك في هذا المشروع نحو مليون شخص، أي ما يعادل 20% من سكان الصين في ذلك الوقت. و كانت أبرز الصعوبات تتمثل في تشييد السور عبر تضاريس غير متساوية، حيث كان لا بد من مواءمة مسار السور مع المناظر الطبيعية الطبيعية – من مرتفعات و وديان – مما جعل السور يتميز بهيكله الفريد من نوعه.
يُعد حجم سور الصين العظيم مذهلاً: إذ يبلغ طوله حوالي 9 آلاف كيلومتر، و مع جميع فروعه يتجاوز طوله 21 ألف كيلومتر. يتراوح عرضه في مختلف الأقسام بين 5 و 7 أمتار، وارتفاعه ما بين 6 و 16 مترًا. و يتكون السور من أبراج، نقاط حراسة، و قلاع متصلة ببعضها عن طريق الجدران. كما شُيدت فيه 12 بوابة كانت تُستخدم لأغراض الرقابة الحدودية و التجارة. في فترات مختلفة، وُجد على السور ما يصل إلى 25 ألف برج إشارة. و قد بُنيت أقدم أجزائه من خليط من التراب و الطين و القش و القصب و الحجارة، و فيما بعد استُخدمت ألواح حجرية لتغطية الطبقات العليا، ثم أصبح يُستخدم الطوب المشوي بشكل أساسي في القرنين الرابع عشر إلى السابع عشر.
و بحسب بعض المصادر، فقد فقد حوالي مليون شخص حياتهم خلال بناء السور. و هذا الرقم مروع، خاصة عند الأخذ في الاعتبار أن جميع الأعمال تمت يدويًا و بدون أي معدات حديثة، مما أدى إلى وفاة الآلاف من العمال نتيجة الجوع و الأمراض و ظروف العمل القاسية. و تشير التقديرات إلى أن وفاة شخص واحد قد حدثت لكل 30 مترًا من السور. و لهذا، لا يُعد سور الصين العظيم مجرد رمز لقوة الإمبراطورية، بل أيضًا تذكارًا لأولئك الذين فقدوا أرواحهم أثناء بنائه.
و وفقًا للأسطورة، فقد دُفن العديد من العمال الذين ماتوا خلال البناء داخل السور أو بالقرب منه، مما دفع البعض لتسميته “أكبر مقبرة في العالم”. بل إن هناك من يعتقد أن السور قد تحول إلى شاهد قبر عملاق، و كل حجر فيه يحمل ذكرى أحد المتوفين.
إن سور الصين العظيم ليس مجرد عمل معماري فريد، بل يُجسد عظمة عصرٍ كامل و تضحياته. فهو لا يعرض فقط قمة الإنجازات الهندسية في الصين القديمة، بل يذكرنا أيضًا بالصعوبات و التضحيات التي رافقت بناءه. و اليوم، يُصنف سور الصين العظيم كجزء من التراث العالمي، و يحفظ في طياته الذاكرة التاريخية للأجيال. و يظل يجذب ملايين السياح كرمز أبدي لجهود الإنسان و صبره و رغبته في حماية وطنه.

في إطار مشروع "تراثنا الثقافي : الماضي و الحاضر" الذي نُفّذ من قبل "مجمع نصب الإبادة الجماعية التذكاري" في مدينة قوبا ، أُقيم معرض مكرّس للآثار التي دُمّرت خلال الاحتلال في قره باغ و أُعيد ترميمها بعد حرب الوطن . و قد عُرض المعرض مجدداً في صالة قوسار الحكومية للفنون . و قدم أحد موظفي المجمع معلومات مفصلة للزوار حول المعرض .

"متحف اللوفر"

يُعد متحف اللوفر واحدًا من أشهر و أكبر متاحف الفنون في العالم، و يقع في قلب العاصمة الفرنسية باريس على الضفة اليمنى لنهر السينا. أُنشئ اللوفر في البداية عام 1190م كقلعة على يد الملك الفرنسي فيليب الثاني، و كان الهدف من بنائه حماية المدينة من الهجمات القادمة من الشمال. لاحقًا، و بعد انتقال الملك لويس الرابع عشر إلى قصر فرساي، بدأ استخدام المبنى بشكل أساسي لحفظ مجموعات الفن الملكية.
افتُتح المتحف رسميًا عام 1793، و ذلك عقب الثورة البرجوازية الفرنسية، التي أطاحت بالملك لويس السادس عشر من سلالة بوربون و أُعدم. و تقرر آنذاك تحويل أحد القصور الملكية الفخمة في باريس إلى متحف. بُني قصر اللوفر في القرن الثاني عشر، و استُخدم في بعض الفترات كقلعة و سجن. منذ القرنين الخامس عشر و السادس عشر، أصبح مقرًا لحفظ المجموعات الفنية النادرة التابعة للملوك الفرنسيين.
فُتح المتحف لعامة الناس، و أصبح من أبرز المراكز التي تُعرض فيها أهم الأعمال الفنية العالمية. يضم متحف اللوفر رسميًا أكثر من 35,000 عمل فني. من بين أجزاء القصر اللافتة، تبرز قاعة الكارياتيد و معرض أبولو. تُعد قاعة الكارياتيد (التي تعود للقرن السادس عشر) أقدم قاعات اللوفر، و هي متصلة بجناح ليسكو في القصر. و تُجسّد التماثيل النسائية الرائعة في هذه القاعة تطور فن النحت، إذ تُعبّر بمهارة عن سحر وجمال المرأة.
تتميّز اللوحات المعروضة في المتحف بتنوّعها وفقًا لفترات رسمها. و يحتوي على مجموعات قيّمة من مقتنيات الملوك الشخصية، بالإضافة إلى عدد كبير من الأعمال التي اشتراها جامعو التحف في فرنسا على نفقتهم الخاصة. كما أُضيفت إلى المتحف العديد من التماثيل و التحف التي تعود إلى عصر النهضة.
أما معرض أبولو، فيُجسّد الحياة الملكية في القرن السابع عشر. و قد أُعيد ترميمه بعد حريق وقع عام 1661 على يد المهندس لوفو، في حين تولّى تنظيم الزخارف الداخلية الرسّام الرسمي للقصر و الفنان الشهير في عصره شارل لو برون.
يضم متحف اللوفر اليوم أكثر من 250,000 قطعة فنية. و هو المتحف الوحيد بين أشهر متاحف العالم الذي يُقدّم معلومات شاملة و غنية حول تطوّر الفنون في كل من أوروبا الغربية و الشرق. يتكون المتحف من ستة أقسام رئيسية.
و من أبرز عناصره المعمارية الشهيرة الهرم الزجاجي، الذي صمّمه المهندس المعماري الصيني-الأمريكي يوه مينغ بي عام 1989، و يُستخدم كمدخل رئيسي للمتحف. و لا يزال متحف اللوفر حتى اليوم أحد أعظم مراكز الثقافة الإنسانية في العالم.

" قصر الحمرا"

في جنوب إسبانيا، و تحديدًا في مدينة قراناطة، يقع قصر الحمراء، و هو يُعَدُّ أحد أروع نماذج العمارة الإسلامية، حيث يحتل مكانة فريدة في التراث الثقافي العالمي بفضل تاريخه العريق، و هندسته المعمارية الفريدة، و أهميته الثقافية. اسم “الحمراء” مشتق من اللغة العربية و يعني “القصر الأحمر”، و ذلك لأن القصر بُني في الغالب من الطوب الأحمر، و هو ما ينعكس في ملامحه البصرية.
شُيِّد القصر في القرنين الثالث عشر و الرابع عشر على يد حكام أسرة بني نصر، و كان رمزًا ثقافيًا، دينيًا، وسياسيًا لآخر مركز للحكم الإسلامي في الأندلس. و يعود تاريخ قصر الحمراء إلى القرن التاسع، حيث بُدِئ ببنائه كقلعة بسيطة، ثم تحوّل بمرور الوقت إلى مجمع معماري ضخم. و قد بلغ ذروة تطوره خلال فترة حكم سلالة بني نصر (1238–1492)، و هي المرحلة التي شهدت ازدهارًا كبيرًا في فن العمارة الإسلامية بالأندلس.
تميز القصر خلال هذه الحقبة بعمارته الراقية، و زخارفه الفنية البديعة، و علاقته المتناغمة مع الطبيعة، حيث اشتهر بحدائقه الخلابة، و ساحاته الواسعة، و أمثلة العمارة الرفيعة المزينة بزخارف دقيقة و مؤثرة. و كان الهدف الأساسي من هذا المجمع المعماري الضخم، و الذي يقع في محيط مدينة غرناطة، أن يكون قلعة للدفاع، بالإضافة إلى كونه مقرًا لإقامة العائلة الحاكمة. كما شُيِّد أيضًا كموقع استراتيجي ذي أهمية عسكرية.
تُعَدُّ أقسام القصر المختلفة رمزًا لفترة الذروة الثقافية لحضارة الأندلس، و قد خلفت هذه المعالم إرثًا ثقافيًا هامًا للأجيال القادمة. يتكوَّن المجمع الرئيسي لقصر الحمراء من ثلاثة أقسام: قلعة القصبة (الجزابة)، المقر الملكي، وحدائق الجنراليف . تُعد القصبة أقدم أجزاء القصر، و قد شُيِّدت لأغراض عسكرية، و كانت تهدف إلى مراقبة كامل منطقة غرناطة و الدفاع عنها.
أما المقر الملكي، فكان مكان إقامة حكام بني نصر، و يحتوي على أرقى نماذج العمارة الإسلامية المحفوظة حتى اليوم. و أما القسم الأكثر روعة من القصر فهو حدائق الجنراليف، و التي كانت مكانًا مخصصًا لراحة السلاطين، و تتميّز بحدائقها الغنّاء، و نوافيرها الجميلة، و قنواتها المائية. و تُعَدّ هذه الحدائق غنية بمصادر المياه، و منها “بركة الشروق”، مما يبرز قيمتها الجمالية و الرمزية في آن واحد.
الزخرفة الداخلية لقصر الحمراء تُعَدُّ غاية في الثراء والتميُّز. فقد زُيِّنَت جدرانه و أقواسه بزخارف هندسية رائعة، و خُطّت بالخط العربي، ونُقشت عليها أعمال فنية دقيقة. و يشتهر فناء الأسود على وجه الخصوص، حيث يحتوي على نافورة تحملها اثنتا عشرة تمثالًا رخاميًا لأسود، في رمزٍ لقوة الماء المجددة للحياة. أما قاعة العرش، فتميزت بتصميمها الفريد، و قد نُقِشت على جدرانها آيات من القرآن الكريم، و نُفِّذت فيها زخارف نباتية و هندسية متنوعة.
و يضم القصر أيضًا نظامًا متقدمًا لتوزيع المياه، حيث تنتشر النوافير، و البرك، و القنوات المائية في جميع أرجائه، و قد زُيِّنت هذه العناصر بأنماط و زخارف دقيقة.
في عام 1492، و بعد سقوط غرناطة، أصبح قصر الحمراء مقر إقامة الملك فرديناند و الملكة إيزابيلا من إسبانيا. و رغم بعض التعديلات التي أُجريت خلال تلك الفترة، فقد تم الحفاظ على التصميم المعماري الأساسي للقصر. و خلال عهد الملك كارلوس الخامس، بُني قصر جديد على الطراز الأوروبي داخل المجمع، غير أن هذه التعديلات أثّرت بشكل رئيسي على الأجزاء الخارجية، بينما احتفظ الحمراء بمعظم سماته المعمارية الإسلامية الأصلية.
و في القرن التاسع عشر، بدأت أعمال الترميم في القصر، مما أعاد إليه مكانته كمركز ثقافي. و في عام 1984، أُدرِج قصر الحمراء ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو. و يُعَدُّ اليوم من أكثر المعالم التاريخية زيارةً و حفاظًا على حالته الأصلية في العالم. يزور القصر ملايين السياح سنويًا، مستمتعين بروعة العمارة الإسلامية الأندلسية في أوج ازدهارها.
قصر الحمراء ليس مجرد معلم معماري، بل يحمل أيضًا أهمية تاريخية و ثقافية استثنائية، و يُعَدّ شاهدًا خالدًا على التقاء الماضي و الحضارة و الفن في تحفة معمارية خالدة.

بمناسبة يوم المعالم و الأماكن التاريخية العالمي الذي يصادف 18 أبريل ، تم تنفيذ حملة لغرس الأشجار .

نُفِّذت حملة تشجير جديدة في مدينة قوبا بمبادرة من “مجمع نصب الإبادة الجماعية التذكاري” ، و ذلك في إطار يوم المعالم و الأماكن التاريخية العالمي الموافق 18 أبريل ، بهدف الإسهام في عالم أخضر . و خلال الحملة ، قام موظفو المجمع بزراعة نحو 20 شجرة تتناسب مع المناخ المحلي .

في إطار مشروع "لِنَحمِ معالمنا التاريخية" ، تتواصل تنظيم الدروس المفتوحة بهدف نقل الحقائق التاريخية إلى الجيل الشاب . و قد شارك في الفعالية التالية نحو 25 معلماً و تلميذاً من مدرسة-ليسيه رقم 2 في مدينة قوبا المتخصصة في العلوم الطبيعية و التي تحمل اسم أ . محمدوف .

عشية يوم 31 مارس، يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين، تم عرض مقطع فيديو أعده المجمع يجسد إبادة الأذربيجانيين عام 1918، على شاشات 27 محطة مترو في باكو، و على شاشات وكالة الإعلان الحكومية الأذربيجانية في باكو و مختلف مناطق الجمهورية، و كذلك على شاشات وكالة النقل في باكو، و مراكز التسوق "28 مول"، و"قنجليك مول"، و"متروبـارك"، بالإضافة إلى شاشات الفنادق في مختلف المناطق.

في يوم 31 مارس، يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين، يقوم معلمو و طلاب المدارس و الجامعات المختلفة في الجمهورية، و موظفو المؤسسات الحكومية، و أسر الشهداء و المحاربين القدامى بزيارة المجمع.في يوم 31 مارس، يوم الإبادة الجماعية للأذربيجانيين، يقوم معلمو و طلاب المدارس و الجامعات المختلفة في الجمهورية، و موظفو المؤسسات الحكومية، و أسر الشهداء و المحاربين القدامى بزيارة المجمع.