شارك في الفعالية كلّ من : زهراب جعفروف ، رئيس قسم في إدارة منطقة ياسامال ، الدكتور سوبهان طالبلي ، مختص في مجمع الإبادة الجماعية بمدينة قوبا و أستاذ مساعد في التاريخ ، الدكتور رضوان قَرباغلي ، الباحث الرئيسي في معهد العمارة و الفنون التابع لأكاديمية العلوم الوطنية ، سعادة ميرزاييفا ، مديرة متحف منزل طاهر صلاحوف ، زاكر قلييف ، ممثل عن وزارة الثقافة ، و أساتذة و طلاب من جامعة أذربيجان للثقافة و الفنون .
و قد تعرف المشاركون في بهو المركز على معرض الصور الذي أعده المجمع تحت عنوان “تراثنا الثقافي : الماضي و الحاضر – معالم قره باغ” .
بدأ الحدث بعزف النشيد الوطني لجمهورية أذربيجان ، تلاه الوقوف دقيقة صمت على أرواح الزعيم الوطني حيدر علييف و الشهداء .
افتتحت السيدة نيغار حسينوفا ، رئيسة قسم المحفوظات بالمركز ، الفعالية بكلمة ترحيبية تناولت فيها أهمية الحفاظ على التراث التاريخي و الثقافي للشعب الأذربيجاني ، و دور الزعيم الوطني حيدر علييف الكبير في هذا المجال .
و أكد المتحدثون ، و منهم زهراب جعفروف ، سوبهان طالبلي ، رضوان قرباغلي ، و سعادة ميرزاييفا ، على الجهود المبذولة بفضل اهتمام و رعاية الرئيس إلهام علييف في دراسة ، حماية ، و ترميم المعالم التاريخية في البلاد ، و كذلك في الترويج للثقافة الأذربيجانية في العالم .
و كما عُرض لاحقاً فيديو بعنوان “معالم أذربيجان القديمة” .


في إطار مشروع “لِنَحمِ معالمنا التاريخية” ، تستمر فعاليات الدروس المفتوحة لنقل الحقائق التاريخية إلى الجيل الشاب . و قد شارك نحو 20 معلماً و تلميذاً من مدرسة زيزك الثانوية الكاملة في قضاء قوبا في الفعالية التالية .
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية من مديرة المجمع ، الدكتورة رخشانده بايراموفا ، حيث أكدت على أهمية حماية المعالم على الصعيد الدولي و دورها في تراثنا الثقافي . و كما شددت على أهمية مثل هذه الفعاليات في نقل التراث التاريخي الغني لأذربيجان إلى الأجيال القادمة .
ثم تحدث المدير مخرم مسلموف من “محمية خانقاه بير حسين” عن الدور الهام لمثل هذه الفعاليات في حماية و ترويج المعالم .
و كما شددت السيدة غونيل بيرقولييفا ، مديرة “محمية شيراق قلعة شابران” ، على أهمية تنظيم فعاليات تُعَرِّف بتاريخ و ثقافة المعالم في أذربيجان ، مشيرة إلى أن هذه المبادرات تسهم في الحفاظ على التراث الثقافي بين أفراد المجتمع .
بعد ذلك ، قدّم موظفو مجمع الإبادة الجماعية معلومات مفصلة حول المعالم المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو ، مثل ماتشو بيتشو ، قصر الحمراء ، كنيسة العائلة المقدسة ، متحف اللوفر ، نصب الـ 47 رونين ، و غيرها من المعالم الشهيرة . و قد شارك في الندوة قرابة 40 موظفاً من المحميات المذكورة أعلاه .



توجد في العالم العديد من الكنائس الرائعة التي تبرز من حيث الأسلوب المعماري و الأهمية التاريخية، و تُعد كاتدرائية كولونيا من أبرز هذه المعالم الدينية. فهي ليست مجرد مركز ديني، بل تُعتبر أيضًا إرثًا تاريخيًا و معماريًا هامًا، كما أنها من أروع النماذج المتبقية لفن العمارة القوطية.
كاتدرائية كولونيا (كولنير دوم) هي معلم تاريخي يقع في مدينة كولونيا الألمانية، و تُعد واحدة من أعظم الكنائس في العالم. بدأ بناؤها في عام 1248، و استمر على فترات متقطعة حتى اكتمل بعد 632 عامًا في عام 1880. بارتفاعها البالغ 157 مترًا، كانت لفترة طويلة أطول مبنى في العالم، و استمرت تحتفظ بهذا الرقم القياسي حتى تم بناء نصب و اشنطن في عام 1884.
تتميّز الكاتدرائية بطرازها القوطي الفريد، و الذي يتجلى في الزخارف الحجرية الدقيقة، و النوافذ الزجاجية الملوّنة، و الأقواس الضخمة، و البرجين الشاهقين. و تعد نوافذ الزجاج المعشق من أكثر العناصر إثارة للإعجاب – إذ إن بعض النوافذ تحتوي على زجاج يعود للقرن الثالث عشر، بينما أضيفت في عام 2007 نوافذ جديدة من تصميم الفنان الألماني الشهير غيرهارد ريختر، و هي عبارة عن فسيفساء مكوّنة من حوالي 11,000 قطعة زجاجية ملونة صغيرة، تُضفي على داخل الكاتدرائية تأثيرًا بصريًا فريدًا.
تُعتبر كاتدرائية كولونيا ليس فقط معجزة معمارية، بل أيضًا موقعًا دينيًا بالغ الأهمية. و من أبرز المقتنيات الدينية المحفوظة فيها تابوت المجوس الثلاثة، و هو ضريح مغطى بالذهب يُعتقد أنه يحتوي على رفات الحكماء الثلاثة الذين شهدوا ميلاد المسيح. و يُعد هذا التابوت من أهم الرموز المسيحية في العالم، و يجذب سنويًا آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.
رغم القصف الشديد الذي تعرضت له مدينة كولونيا خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الكاتدرائية نجت من الدمار الشامل بأعجوبة، و ظلّت شامخة في وسط المدينة المدمّرة، مما زاد من رمزيتها و قيمتها التاريخية.
تحتوي الكاتدرائية أيضًا على أحد أكبر الأجراس الكنسية في العالم، و هو جرس “بيتر” الذي يزن 24 طنًا و يُعد من أثقل الأجراس المتأرجحة في العالم. كما توجد تحت المبنى أنفاق و ممرات سرّية بُنيت في عصور تاريخية مختلفة، و يعتقد بعض الباحثين أن العديد من هذه الممرات لم يتم اكتشافها أو دراستها بعد.
بسبب نوعية الأحجار المستخدمة في بنائها، تتعرض و اجهات الكاتدرائية لتغير في اللون مع الزمن، فتأخذ مظهرًا قاتمًا يزيد من طابعها الغامض و التاريخي. و من اللافت أن بعض الخبراء يرون أن الكاتدرائية لم تُستكمل أبدًا فعليًا، لأنها تحتاج باستمرار إلى أعمال ترميم وصيانة.
للوصول إلى أبراج الكاتدرائية، يجب صعود 533 درجة، و لكن المنظر البانورامي الخلّاب الذي يكشف مدينة كولونيا من الأعلى يستحق هذا الجهد. و يزور الكاتدرائية ملايين السياح سنويًا، ليستمتعوا بأجوائها المهيبة و يشهدوا عظمة هذا المعلم التاريخي و الديني الفريد.