في 18 أبريل ، نُظّم فعالية بعنوان "استمرار تقليد حماية و ترميم المعالم التاريخية" ، بمبادرة مشتركة بين مركز حيدر علييف في منطقة ياسامال و مجمع نصب الإبادة الجماعية التذكاري في مدينة قوبا ، و ذلك بمناسبة يوم المعالم و الأماكن التاريخية العالمي . / 19 أبريل 2025

شارك في الفعالية كلّ من : زهراب جعفروف ، رئيس قسم في إدارة منطقة ياسامال ، الدكتور سوبهان طالبلي ، مختص في مجمع الإبادة الجماعية بمدينة قوبا و أستاذ مساعد في التاريخ ، الدكتور رضوان قَرباغلي ، الباحث الرئيسي في معهد العمارة و الفنون التابع لأكاديمية العلوم الوطنية ، سعادة ميرزاييفا ، مديرة متحف منزل طاهر صلاحوف ، زاكر قلييف ، ممثل عن وزارة الثقافة ، و أساتذة و طلاب من جامعة أذربيجان للثقافة و الفنون .
و قد تعرف المشاركون في بهو المركز على معرض الصور الذي أعده المجمع تحت عنوان “تراثنا الثقافي : الماضي و الحاضر – معالم قره باغ” .
بدأ الحدث بعزف النشيد الوطني لجمهورية أذربيجان ، تلاه الوقوف دقيقة صمت على أرواح الزعيم الوطني حيدر علييف و الشهداء .
افتتحت السيدة نيغار حسينوفا ، رئيسة قسم المحفوظات بالمركز ، الفعالية بكلمة ترحيبية تناولت فيها أهمية الحفاظ على التراث التاريخي و الثقافي للشعب الأذربيجاني ، و دور الزعيم الوطني حيدر علييف الكبير في هذا المجال .
و أكد المتحدثون ، و منهم زهراب جعفروف ، سوبهان طالبلي ، رضوان قرباغلي ، و سعادة ميرزاييفا ، على الجهود المبذولة بفضل اهتمام و رعاية الرئيس إلهام علييف في دراسة ، حماية ، و ترميم المعالم التاريخية في البلاد ، و كذلك في الترويج للثقافة الأذربيجانية في العالم .
و كما عُرض لاحقاً فيديو بعنوان “معالم أذربيجان القديمة” .

"نُصْب رونين 47"

يقع نصب الـ47 رونين التذكاري داخل معبد سينغاكوجي في مدينة طوكيو، اليابان، و قد شُيّد تخليدًا لبطولة الحاكم أسانو و 47 من الساموراي الذين أُطلق عليهم لاحقًا اسم “رونين” بعد فقدانهم لسيدهم. تُعدّ قصة الـ47 رونين واحدة من أشهر أساطير الساموراي في تاريخ اليابان، و هي تجسيد حيّ لأسمى قيم “البوشيدو” – أي مدونة شرف الساموراي – و قد وقعت هذه الحادثة في أوائل القرن التاسع عشر.
تبدأ القصة حين تعرّض الحاكم الإقطاعي أسانو ناغانوري للإهانة من قِبل المسؤول في البلاط كيرا يوشيناكا، الذي كان يسعى للاستيلاء على سلطته. لم يحتمل أسانو هذا الإذلال، فهاجم كيرا بسيفه و جرحه، لكن بسبب مخالفته لقوانين القصر، حُكم على أسانو بالإعدام، مما مكّن كيرا من تحقيق هدفه و تولي الحكم مكانه.
عندها، قرر الساموراي المخلصون لأسانو – الذين أصبحوا يُعرفون بالرونين – الانتقام لسيدهم. و كانوا على علمٍ تام بأنهم، سواء انتصروا أو هُزموا، سيواجهون حكم الإعدام بموجب القوانين القائمة آنذاك.
و في ديسمبر من عام 1702، نجح الرونين في تنفيذ خطتهم المحكمة، فقتلوا كيرا واستعادوا العدالة لسيّدهم. و رغم أن القانون كان يستوجب إعدامهم، فقد اعترفت الحكومة بإخلاصهم لسيدهم و منحتهم شرف الموت بطريقة الساموراي: السبّوكو (الانتحار الطقسي المشرّف). و قد أُعفي أحدهم من هذا المصير، بينما أقدم الـ46 الآخرون على الانتحار.
يمثل هذا النصب في وجدان الشعب الياباني رمزًا للولاء، و الشرف، و التضحية. و يُقام في الرابع عشر من ديسمبر من كل عام – و هو اليوم الذي نُفّذ فيه الانتقام – حفل تأبيني في معبد سينغاكوجي، يشارك فيه آلاف الأشخاص للتعبير عن احترامهم و تقديرهم لهذه الذكرى الخالدة.
يُعدّ نصب الـ47 رونين شاهدًا على حادثة تركت بصمة عميقة في التاريخ. إنه رمز مهم يُبرز أهمية مدونة الساموراي في الشرف و الوفاء. و حتى يومنا هذا، لا تزال ملحمة الـ47 رونين تلهم الناس، لما فيها من دروس سامية في الشجاعة و الإخلاص.

بمناسبة اقتراب يوم المعالم و الأماكن التاريخية العالمي في 18 أبريل ، تم تنظيم مسابقة (فيكتورينا) للطلبة الزائرين لمجمع نصب الإبادة الجماعية في مدينة قوبا ، و ذلك استناداً إلى المعلومات المقدمة حول أنشطة المجمع و حقائق الإبادة الجماعية و الأحداث التي وقعت عام 1918 في الأراضي الأذربيجانية . و قدّم مرشدو المجمع هدايا متنوعة للطلبة النشطاء الذين أجابوا على الأسئلة بشكل صحيح .

كنيسة العائلة المقدسة (ساغرادا فاميليا)

تُعد كنيسة “ساغرادا فاميليا” أو العائلة المقدسة واحدة من أشهر المعالم المعمارية في مدينة برشلونة، و تحظى بمكانة متميزة في تاريخ العمارة الإسبانية، بل و في العمارة العالمية بأسرها. تعود روعة هذا المبنى غير العادي و المذهل إلى المهندس المعماري الكتالوني الشهير أنتوني غاودي، الذي اعتبر “ساغرادا فاميليا” المشروع الأعظم و الأكثر روحانية في حياته، وقد كرّس آخر 15 عامًا من عمره بالكامل لهذا العمل.
بدأت أعمال بناء الكنيسة في عام 1882، لكنها لم تُستكمل حتى يومنا هذا. و بعد وفاة غاودي، استمر العمل على بنائها استنادًا إلى الرسومات الأصلية التي وضعها بنفسه. و من اللافت للنظر أن تمويل أعمال البناء لا يزال حتى اليوم يتم عبر التبرعات و المساهمات الخيرية. و الهدف الأساسي هو الانتهاء من تشييد الكنيسة بحلول عام 2026، تزامنًا مع الذكرى المئوية لوفاة غاودي.
من الناحية المعمارية، تُعد ساغرادا فاميليا تحفة فنية فريدة من نوعها. فقد استلهم غاودي تصميمه من عناصر الطبيعة، و دمج بين النحت و الرياضيات و الرموز الدينية في تناغم مبدع. تحتوي الكنيسة على ثلاث واجهات رئيسية: واجهة الميلاد، وواجهة الآلام، و واجهة المجد، وكل واحدة منها تُجسّد مرحلة من مراحل حياة السيد المسيح. كما يُخطط لتشييد 18 برجًا: 12 منها ترمز إلى الحواريين، و 4 للإنجيليين، و برج واحد للعذراء مريم، أما أعلى برج فيرمز إلى السيد المسيح.
الديكور الداخلي للكنيسة لا يقل إبهارًا عن شكلها الخارجي. فقد صمّم غاودي الأعمدة الداخلية على شكل جذوع أشجار، مما يجعل الزائر يشعر و كأنه في غابة طبيعية. و تدخل أشعة الشمس عبر النوافذ الزجاجية الملونة لتخلق جوًا روحانيًا ينبض بالألوان و الضوء.
في عام 2010، منح البابا بندكتوس السادس عشر كنيسة ساغرادا فاميليا صفة “بازيليكا” و أعلنها مكانًا مقدسًا للعبادة. و منذ عام 2005، أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي.
ليست ساغرادا فاميليا مجرد رمز ديني أو عمل فني رائع، بل هي دليل حيّ على ما يمكن للروح البشرية أن تُنجزه من عظمة و إبداع. إنها اليوم تُعدّ رمزًا لمدينة برشلونة، و تستقطب ملايين الزوّار سنويًا من مختلف أنحاء العالم.

تستمر تنظيم الدروس المفتوحة .

 

في إطار مشروع “لِنَحمِ معالمنا التاريخية” ، تستمر فعاليات الدروس المفتوحة لنقل الحقائق التاريخية إلى الجيل الشاب . و قد شارك نحو 20 معلماً و تلميذاً من مدرسة زيزك الثانوية الكاملة في قضاء قوبا في الفعالية التالية .

بمبادرة مشتركة بين "مجمع نصب الإبادة الجماعية التذكاري" في قوبا ، و "محمية شيراق قلعة شابران المعمارية الحكومية" ، و "محمية بير حسين خانقاه المعمارية الحكومية" ، تم تنظيم ندوة عبر الإنترنت بمناسبة يوم المعالم و الأماكن التاريخية العالمي الموافق 18 أبريل .

 

افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية من مديرة المجمع ، الدكتورة رخشانده بايراموفا ، حيث أكدت على أهمية حماية المعالم على الصعيد الدولي و دورها في تراثنا الثقافي . و كما شددت على أهمية مثل هذه الفعاليات في نقل التراث التاريخي الغني لأذربيجان إلى الأجيال القادمة .
ثم تحدث المدير مخرم مسلموف من “محمية خانقاه بير حسين” عن الدور الهام لمثل هذه الفعاليات في حماية و ترويج المعالم .
و كما شددت السيدة غونيل بيرقولييفا ، مديرة “محمية شيراق قلعة شابران” ، على أهمية تنظيم فعاليات تُعَرِّف بتاريخ و ثقافة المعالم في أذربيجان ، مشيرة إلى أن هذه المبادرات تسهم في الحفاظ على التراث الثقافي بين أفراد المجتمع .
بعد ذلك ، قدّم موظفو مجمع الإبادة الجماعية معلومات مفصلة حول المعالم المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو ، مثل ماتشو بيتشو ، قصر الحمراء ، كنيسة العائلة المقدسة ، متحف اللوفر ، نصب الـ 47 رونين ، و غيرها من المعالم الشهيرة . و قد شارك في الندوة قرابة 40 موظفاً من المحميات المذكورة أعلاه .

الجيش الطيني (تيراكوتا)

تم دفن تماثيل التيراكوتا في القرن الثالث قبل الميلاد مع الإمبراطور الأول للصين، تشين شي هوانغدي، الذي وحّد البلاد و ربط جميع أقسام سور الصين العظيم.
وفقًا للمؤرخ الصيني سيما تشيان، بدأ الأمير الشاب ين تشن (الذي أصبح لاحقًا تشين شي هوانغ) بناء قبره بعد عام من اعتلائه العرش في عام 246 قبل الميلاد، و كان حينها يبلغ من العمر 13 عامًا. و وفقًا لمعتقداته، فإن هذه التماثيل كانت سترافقه في الحياة الأخرى، و من المحتمل أنه كان يرغب في مواصلة طموحاته السلطوية بعد الموت كما في حياته.
تم اكتشاف التماثيل في مارس من عام 1974 عندما كان أحد المزارعين المحليين يحفر بئرًا أرتوازية في شرق جبل ليشان. و يُعد جبل ليشان النيكروبولا (مدينة الموتى) الصناعية التي أنشأها الإمبراطور الأول للصين. و قد تم استخراج مواد صنع بعض التماثيل من هذا الجبل. دُفن تشين شي هوانغدي في عام 210 قبل الميلاد، و وفقًا للمؤرخ سيما تشيان، فقد دُفنت معه كميات كبيرة من الجواهر و الأعمال الفنية، بالإضافة إلى 48 من محظياته اللاتي دُفنّ معه و هن على قيد الحياة.
تم دفن أكثر من 8,000 تمثال من الجنود و المشاة و الرماة و الفرسان تحت الأرض. و تُدهش تفاصيل هذه التماثيل الناظرين! المثير للاهتمام أن كل تمثال جندي يختلف عن الآخر، فلكل تمثال سمات فريدة، من الطول و الملابس إلى ملامح الوجه و تعبيراته. و يرى العلماء أن هذه التماثيل تم تشكيلها اعتمادًا على أشخاص حقيقيين.
تم صنع تماثيل المحاربين و الخيول في مناطق مختلفة من الصين، ثم نُقلت إلى أطراف مدينة شيآن، بحسب ما توصل إليه معهد علم النبات التابع لأكاديمية العلوم الصينية بعد مقارنة عينات التماثيل و تحليل أصولها. و وفقًا للدراسات، تم نحت تماثيل الخيول بالقرب من النيكروبولا لتسهيل نقلها، حيث يبلغ وزن تمثال الحصان حوالي 200 كيلوجرام. أما تماثيل المحاربين فهي أخف وزنًا، إذ يبلغ متوسط وزنها 135 كيلوجرامًا، إلا أن مكان صنعها لا يزال غير مؤكد.
تُعتبر تماثيل المحاربين أعمالًا فنية حقيقية، حيث صُنعت يدويًا و بشكل فردي باستخدام تقنيات متعددة. و بعد تشكيلها، خُضعت التماثيل لعملية حرق، ثم تم تغطية وجوهها بمادة خاصة، و بعد ذلك تم طلاؤها بالألوان. و تختلف التماثيل بحسب الرتبة (ضباط، جنود عاديون) و نوع السلاح (رمح أو سيف).
و يُعتقد أن مجموعة الجنود المكتشفة قد وُضعت لحماية الإمبراطور من الجهة الشرقية، و هناك احتمال بوجود وحدات مماثلة في الجهتين الغربية و الجنوبية من الهرم.
في عام 1987، أُدرج جيش التيراكوتا ضمن قائمة التراث العالمي في الجلسة الحادية عشرة لمنظمة اليونسكو تحت عنوان “مجمع ضريح أسرة تشين – أول إمبراطور للصين”. و يُعد مجمع ضريح تشين شي هوانغ أحد أوائل المعالم الصينية التي أُدرجت في هذه القائمة. و غالبًا ما يكون الجيش الطيني محطة رئيسية في برامج زيارات رؤساء الدول الأجانب إلى الصين.

"يوم المعالم الأثرية العالمي"

يُعد يوم المعالم الأثرية العالمي مناسبة مخصصة للحفاظ على التراث الثقافي و التاريخي. يذكّرنا هذا اليوم بأهمية المعالم التي تحمل بصمات الماضي و الموروث الثقافي للإنسانية. فكل معلم أثري ليس مجرد تذكار من الماضي فحسب، بل هو أيضًا كنز يحمل في طياته معلومات ثمينة يجب نقلها إلى الأجيال القادمة. إن إحياء هذا اليوم يساهم في ترسيخ الوعي لدى كل فرد بمسؤوليته في حماية هذا الإرث و نقله إلى المستقبل. فهذه المعالم تجسد أساليب الحياة القديمة، و نُظم المعتقدات، و الفنون و الثقافات التي عاشت عبر العصور.
و من بين المعالم التي تحتفظ ببصمات التاريخ، تبرز مدينة ماتشو بيتشو الواقعة في بيرو كموقع أثري فريد من نوعه. تُعرف ماتشو بيتشو باسم “المدينة المفقودة لشعب الإنكا”، و تقع في منطقة جبلية على ارتفاع 2430 مترًا فوق سطح البحر. تم تشييد هذه المدينة في خمسينيات القرن الخامس عشر على يد الحاكم باتشاكوتيك، بعيدًا عن مركز إمبراطورية الإنكا، باعتبارها مكانًا مقدسًا.
ظلت المدينة طيّ الكتمان لفترة طويلة قبل أن يتم اكتشافها عام 1911 على يد هيرام بينغهام، بعد مرور حوالي 400 عام من غزو الإسبان لإمبراطورية الإنكا عام 1532.
ماتشو بيتشو هي مجمع أثري يضم أكثر من 200 مكوّن، تشمل المعابد، و المساكن، و المخازن. وكان يقطنها حوالي 1200 شخص يعملون في الزراعة و يعبدون إله الشمس “إنتي”. شُيدت المدينة وسط الجبال باستخدام تقنيات متقدمة في نحت الأحجار، حيث تم تنسيق الحجارة بدقة و ربطها ببعضها عبر سلالم متقنة. و يُعد ذلك دليلاً على تطور تكنولوجيا البناء و العمارة لدى شعب الإنكا.
تحتوي المدينة أيضًا على العديد من المعالم ذات الأهمية الدينية و الثقافية، و من أبرزها معبد الشمس و معبد “النوافذ الثلاث”، المكرّس للطقوس الروحية. كما تحيط بالمدينة قلاع حجرية مشيدة بعناية و مبانٍ مزودة بنوافذ، تُظهر براعة شعب الإنكا في العمارة و التخطيط العمراني.
و قد أدرجت منظمة اليونسكو ماتشو بيتشو في قائمة التراث العالمي عام 1983، ليس فقط باعتبارها موقعًا أثريًا و معماريًا، بل أيضًا كرمز هام لحضارة الإنكا و تاريخها و معتقداتها.
إلى جانب قيمتها التاريخية و الثقافية، تشتهر ماتشو بيتشو بجمالها الطبيعي الخلّاب و مناظرها البانورامية المذهلة. و في عام 2007، أُدرجت ضمن عجائب الدنيا السبع الجديدة، و أصبحت اليوم من أهم الوجهات السياحية على مستوى العالم.

كاتدرائية كولونيا

توجد في العالم العديد من الكنائس الرائعة التي تبرز من حيث الأسلوب المعماري و الأهمية التاريخية، و تُعد كاتدرائية كولونيا من أبرز هذه المعالم الدينية. فهي ليست مجرد مركز ديني، بل تُعتبر أيضًا إرثًا تاريخيًا و معماريًا هامًا، كما أنها من أروع النماذج المتبقية لفن العمارة القوطية.

كاتدرائية كولونيا (كولنير دوم) هي معلم تاريخي يقع في مدينة كولونيا الألمانية، و تُعد واحدة من أعظم الكنائس في العالم. بدأ بناؤها في عام 1248، و استمر على فترات متقطعة حتى اكتمل بعد 632 عامًا في عام 1880. بارتفاعها البالغ 157 مترًا، كانت لفترة طويلة أطول مبنى في العالم، و استمرت تحتفظ بهذا الرقم القياسي حتى تم بناء نصب و اشنطن في عام 1884.

تتميّز الكاتدرائية بطرازها القوطي الفريد، و الذي يتجلى في الزخارف الحجرية الدقيقة، و النوافذ الزجاجية الملوّنة، و الأقواس الضخمة، و البرجين الشاهقين. و تعد نوافذ الزجاج المعشق من أكثر العناصر إثارة للإعجاب – إذ إن بعض النوافذ تحتوي على زجاج يعود للقرن الثالث عشر، بينما أضيفت في عام 2007 نوافذ جديدة من تصميم الفنان الألماني الشهير غيرهارد ريختر، و هي عبارة عن فسيفساء مكوّنة من حوالي 11,000 قطعة زجاجية ملونة صغيرة، تُضفي على داخل الكاتدرائية تأثيرًا بصريًا فريدًا.

تُعتبر كاتدرائية كولونيا ليس فقط معجزة معمارية، بل أيضًا موقعًا دينيًا بالغ الأهمية. و من أبرز المقتنيات الدينية المحفوظة فيها تابوت المجوس الثلاثة، و هو ضريح مغطى بالذهب يُعتقد أنه يحتوي على رفات الحكماء الثلاثة الذين شهدوا ميلاد المسيح. و يُعد هذا التابوت من أهم الرموز المسيحية في العالم، و يجذب سنويًا آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.

رغم القصف الشديد الذي تعرضت له مدينة كولونيا خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الكاتدرائية نجت من الدمار الشامل بأعجوبة، و ظلّت شامخة في وسط المدينة المدمّرة، مما زاد من رمزيتها و قيمتها التاريخية.

تحتوي الكاتدرائية أيضًا على أحد أكبر الأجراس الكنسية في العالم، و هو جرس “بيتر” الذي يزن 24 طنًا و يُعد من أثقل الأجراس المتأرجحة في العالم. كما توجد تحت المبنى أنفاق و ممرات سرّية بُنيت في عصور تاريخية مختلفة، و يعتقد بعض الباحثين أن العديد من هذه الممرات لم يتم اكتشافها أو دراستها بعد.

بسبب نوعية الأحجار المستخدمة في بنائها، تتعرض و اجهات الكاتدرائية لتغير في اللون مع الزمن، فتأخذ مظهرًا قاتمًا يزيد من طابعها الغامض و التاريخي. و من اللافت أن بعض الخبراء يرون أن الكاتدرائية لم تُستكمل أبدًا فعليًا، لأنها تحتاج باستمرار إلى أعمال ترميم وصيانة.

للوصول إلى أبراج الكاتدرائية، يجب صعود 533 درجة، و لكن المنظر البانورامي الخلّاب الذي يكشف مدينة كولونيا من الأعلى يستحق هذا الجهد. و يزور الكاتدرائية ملايين السياح سنويًا، ليستمتعوا بأجوائها المهيبة و يشهدوا عظمة هذا المعلم التاريخي و الديني الفريد.